بدأت بحلم!

كلما أعود في إجازة إلى موطني وعائلتي، أتلقى تساؤلات من قبل الآخرين عن الدراسة في الخارج، وطبيعة المعيشة هناك، وألمس رغبة السائل في معرفة طبيعة مواجهتي لكل ذلك. البعض منهم لا يسألني فقط من مبدأ الفضول (رغم أنني لا أعترض على أن يتفَضْوَل أحدهم، لأنها تجربة مثيرة تستدعي الفضول)، ولكن البعض يسألني لأنه قد راودته فكرة الدراسة في الخارج من قبل، وهي في وجهة نظري أفضل خطوة لأن تبدأ في رحلة حقيقية لإكمال دراستك، سواء خارج أو داخل الدولة. ولهذا أكتب سلسلة التدوينات هذه لهؤلاء الأشخاص الذين يثقون في أحلامهم وخيالاتهم، والذين يملكون العزيمة في أن ينقلوها من عالم الخيال إلى عالم الحقيقة.

فإن كنت أيها القارئ من الأشخاص الحلومين الواسعي الخيال، وتخيلت نفسك يوماً ما تكمل دراستك، فوسع أحلامك وخيالاتك وتأملاتك، وابدأ بأن تحلم مبكراً، فكلما بكرت في أحلامك كلما كانت خطواتك أسرع، وأنا هنا لا أتكلم في أن تكف عن أن تحلم بأن تبدأ بتحقيق حلمك، وإنما ما زلت أقول أكمل أحلامك وتأملاتك، وتخيل أكثر، لأنك عندما تحلم بمستقبل أفضل فهذه مهارة تتطلب جهداً  يستحق أن تدرب نفسك عليه.

منذ أن تبدأ في أن تتخيل نفسك تكمل دراستك،ابدأ بالتجهيز لها حتى وإن كنت غير متأكد من أنك ستقدم على ذلك. عملية إعداد نفسك لهذه المرحلة مفيد جداً لحياتك المهنية المستقبلية حتى وإن لم تحتوي على اي خطوة أكاديمية. من الطريف أيضاً أنك ستستفيد أكثر إن بدأت في المحاولة وفشلت، ولذلك لا أحب أن أسميه فشلاً، ولا أنصحك أن تتعمد الفشل، ولكن إن قدر الله ولم تتوفق فيما كنت تنويه، فإن تلك العملية هي خبرة مضافة إلى رصيد خبراتك.

عملية الإعداد لإكمال الدراسة بحد ذاتها ستجعل منك شخصاً أفضل لأنك من خلالها ستفكر في أهدافك، وستتأمل في مكامن ضعفك وقوتك، وستوسع شبكة علاقاتك، وستتعرف على  درجات الارتقاء في المستقبل المهني، وستتعرف على فرص التطوير الوظيفي، وستطور مهارتك في التعبير عن نفسك وعن أهدافك وما يميزك عن الآخرين.