اختيار التخصص والجامعة

بعد أن يتحول الراغب في إكمال دراسته من العمومية في أحلامه وخيلاته إلى تحديد أهدافه وتوجهاته، فإنه سيسهل عليه أن يحدد التخصص الذي يريد أن يتعمق فيه، وذلك سيسهل عليه أيضاً عملية اختيار الجامعة أو البرنامج الأكاديمي الذي سيلتحق به.

في تجربتي الشخصية، عندما اتفكر في اهتماماتي، يقودني تفكري دائماً إلى أن مكاني هو في الحقل التربوي، قد لا يكون بالضرورة في حقل التدريس، ولكن دائماً ما يهمني ويشغل حيزاً من تفكيري أن أخدم المتعلم، والمتعلم في نظري هو كل إنسان، وليس فقط من جلس على مقعد الدراسة، فالناس مهما اختلفت أعمارهم وثقافاتهم فإنهم يتعلمون شيئاً ما كل يوم، سواء أدركوا ذلك أم لم يدركوه. إن كنت يا عزيزي القارئ ممن يحلمون في أن يكملوا دراستهم ولكن لم تستطع أن تحدد في أي مجال تريد أن تتخصص، فعد إلى المرحلة التي ذكرتها سابقاً من أن تستعين بالمصادرالتي تساعدك على تحديد أهدافك وتحديد اتجاهاتك.

على اعتبار أنني أعلم نوعية التخصص الذي أريد، وبالتحديد القيادة التربوية، فبدأت بالبحث عن الجامعات في الولايات المتحدة الأمريكية التي تقدم هذا التخصص، فوجدت العشرات (وربما المئات) من الجامعات التي توفر التخصصات التربوية في الولايات المتحدة.

 

لماذا الولايات المتحدة الأمريكية؟

قبل أن أتحدث عن كيفية اختياري للجامعات التي قدمت إليها طلبات القبول، قد يسألني البعض لماذا اخترت الولايات المتحدة الأمريكية؟ بصراحة ليس هناك سبب مقنع (حتى لنفسي) جعلني أميل إلى أن اختار أمريكا، قد تمر بلحظات تختار فيها اختياراً مهماً يكون فيها حجتك هي أنك أحسست أنه الاختيار الأنسب الذي يجب أن تختاره. بعد ذلك أثبتت لي الأيام أن أمريكا هي الاختيار المناسب وذلك لعدة أسباب وهي:

  • سهولة المعيشة فيها.
  • طيبة وليونة شعبها.
  • التكلفة المعيشية فيها معقولة.
  • الولايات المتحدة فيها تنوع شديد والتعليم العالي فيها ممتد وثري، فيمكنني أن ألتقي بالكثير من المتخصصين في مجالي ممن لهم آراء مختلفة تجاه ذات التخصص. هناك المئات من الجامعات في الولايات المتحدة مما يجعل الزخم العلمي فيها كثيفاً.
  • بحكم اتساع الشريحة الأكاديمية، فإنه يمكنني أن أجد الكثير من الفعاليات والتجمعات الأكاديمية مثل المؤتمرات واللقاءات وفرص تكوين شبكة من العلاقات الحية بل وحتى فرص التعاون الأكاديمي كأن أعمل مع متخصصين في ولايات أخرى أو أن أعمل ضمن فرقهم البحثية.

كان الخيار الآخر المتاح لدي هو أن أبحث عن جامعة في بريطانيا، ولكنني لم أكن أشعر بالارتياح إطلاقاً تجاه أن أدرس هناك، لذلك لم أبدأ في البحث عن أي جامعة بريطانية. بالرغم من ذلك، لم أكن أتغاضى عن المميزات التي يمكن أن تكمن في الدراسة في بريطانيا منها أن المسافة بينها وبين الإمارات أقصر بكثير من المسافة بين أمريكا والإمارات، مع أني لا أرى أن عامل المسافة له ثقل كبير في عملية اختيار موطن الدراسة، إلا أنني في بعض الأحيان أحسد من يدرسون في بريطانيا لأن رحلاتهم أقصر من رحلاتي، ولأن أهلهم وأصدقاءهم سيسهل أن يترددوا عليهم في بريطانيا بخلاف عن إذا كانوا سيلتقون بهم في أمريكا.

 

اختيار الجامعات

نعم، ستبدأ باختيار عدة جامعات ولن تقوم باختيار جامعة واحدة، وسأشرح لاحقاً لم عليك أن تقوم بذلك.

كانت بدايتي في اختيار الجامعات من هذا الموقع http://www.usnews.com/usnews/store/education_compass.htm

حيث بدأت أقرأ عن الجامعات التي تقدم تخصص القيادة التربوية. الجميل في هذا الموقع هو أنه كان يعرض لي أفضل 10 جامعات تقدم هذا التخصص، وكنت أدخل على صفحة ذلك التخصص في موقع كل جامعة  وأقرأ عن طبيعة الدراسة في البرنامج.

الموقع الذي ذكرته قبل قليل من مميزاته كذلك هو أنه يذكر لمستخدمه بعض المعلومات المهمة عن البرامج التي يعرضها للطالب الذي يسعى في أن يحصل على قبول في هذه الجامعات. من أهم هذه المعلومات هو أن تعرف فرصتك في أن يتم قبولك لديها، وأنوع الاختبارات التي يطلبونها، فبعض الجامعات تطلب من المتقدم أن يؤدي اختبار الجي آر إي (وأتكلم هنا عن الجامعات الأمريكية)، ويزود الموقع الطلاب كذلك بالدرجات التي تطلبها الجامعات من المتحدثين بغير اللغة الانجليزية مثل درجات معينة للتوفل أو الآيلتز.

وكما ذكرت سابقاً أيها القارئ العزيز الذي يفكر في الدراسة في الخارج، ستقوم بالتقديم على أكثر من جامعة وليس على جامعة واحدة فقط لتضاعف فرصك في أن تحصل على قبول دراسي، لأنك إن قدمت إلى جامعة واحدة وقامت هذه الجامعة برفضك فإنك تغلق على نفسك باب الفرصة الوحيدة.

 

الاختبارات المطلوبة

من المهم أن تدرك أن من أول المهام التي عليك أن تشرع بها في وقت لا يتأخر عن مرحلة بحثك للجامعات هي مرحلة دراستك للاختبارات المطلوبة، فعليك أن تسارع بأن تحجز مواعيداً لهذه الاختبارات وغالباً ما ستكون هذه المواعيد بعد أشهر لأنه عليك أن تجهز نفسك لهذه الاختبارات طوال هذه المدة بجانب مهمتك في أن تختار الجامعات التي ستقدم على الدراسة فيها.

بالنسبة لي، لم يكن اختبار التوفل (قمت بأداء اختبار التوفل وليس الآيلتز) مقلقاً، لأنه كان لدي قلق أكبر منه وهو دراسة اختبار الجي آر إي، وهو اختبار يتطلب من بعض الجامعات الأمريكية [فيديو عن الجي آر إي]. كنت أكرس وقتاً طويلاً جداً لأجهز نفسي لهذا الاختبار، بل وأن مآسي الحياة وصلت بي إلى أن أؤديه مرة، وأحصل على درجة سيئة ثم أدرسه مرة أخرى وأحصل على درجة أفضل منها بقليل.

المهم، إن كنت تحلم بالدراسة في أمريكا، وحتى إن كنت ترى حلمك بعيد المنال فلا يضر ذلك أن تبدأ في أن تقرأ عن هذه الاختبارات، وربما حتى أن تجهز نفسك لها لأنه وقت أن تصل إلى جني ثمار حلمك فإنك ستشكر كثيراً على أنك فرغت جزءا من وقتك لهذه المهة. في الواقع، إن كنت تعد نفسك لهذة الاختبارات وانتهى بك المطاف إلى أن لا تؤديها أو حتى إلى أن تغض النظر عن الدراسة في الخارج فإنك ستكون قد استفدت الكثير من ناحية تطوير مهاراتك اللغوية، والمنطقية، والتعبيرية.

 

The Admission Counselor

بما أنني كنت موظفة، وفي نفس الوقت أجهز نفسي لاختبار الجي آر إي، وكذلك علي البحث عن الجامعات التي علي أن أقدم فيها، فقد استعنت بخدمة يقدمها متخصص يسمى بالadmission counselor، ومهمة هذا الشخص هو أن يعرف ماهية التخصص الذي أود أن ألتحق به والمعطيات الخاصة بي، كمستواي في اللغة ودرجاتي في الاختبارات المطلوبة، ومعدلي الدراسي، والموقع الجغرافي الذي أفضل أن تكون الجامعة فيه.

لن تحصل على خدمة فعالة من الadmission counselorإن لم تكن قد حددت أهدافك واتجاهاتك من قبل، لأن مهمته ليست في مساعدتك على تحديد هذه الأهداف والاتجاهات، أو حتى في أن تختار التخصص الذي تريد أن تكمل دراستك من خلاله، وإنما مهمته في أن تجد الجامعة المناسبة التي يمكن أن تكمل دراستك فيها.

قام الadmission counselor بإعداد قائمة بالجامعات التي سأقدم طلبات الدراسة عليها. يقوم بإعداد القائمة بناء على:

  • بديهياً، سيختارها بناء على التخصص الذي تطلبه
  • نسبة المتقدمين الذين تقبلهم مقارنة بعدد المتقدمين الإجمالي.
  • درجاتك في اختبارات التوفل والجي آر إي
  • ترتيب الجامعة ضمن تسلسل أفضل الجامعات (إذا كان هذا المعيار يهمك).
  • الموقع الجغرافي الذي تريد أن تسكن فيه أو أي تفضيلات أخرى.