فرحة العيد..فرحة مستدامة..

حضرت احدى اجتماعات اﻷهل ممن تأصل في ثقافتهم الترنم باﻷهازيج.. التي كتب كلماتها أجدادهم ممن تمكنو من العلم المتصل باﻷسانيد.. وكان الحضور متمازجين مع هذه اﻷسانيد..مستطربين ليس فقط بألحانها التي ارتبطت معهم منذ الصغر بمناسبات الفرح..بل كذلك بمعاني كلماتها التي تصف رحمة الله وكرمه وتصف رحمته المهداة عليه الصﻻة والسﻻم وتبشر  بالخير وتحث على حسن الظن بالله.
فاستحضرت هناك كثير من الشعوب ارتبط الترفيه لديهم بهذه اﻷهازيج.. بل وما يعجبني هو أن أشاهد أن شعوب المسلمين على اختﻻف ثقافاتهم ولغاتهم لديهم حصيلة ثرية مما يسمونها “المدائح”.. وهي اﻷهازيج التي يترنمون فيها بجمال سيد الخلق الخلقي والخلقي..وبحرصه على أمته..وشفقته بهم. وبحظهم أنهم من اﻷمة المحمدية..وبحظهم برحمة رسول الله وحظهم بفضل الله أن أكرمهم بهذه الرحمة المهداة..

وبذلك صار الترفيه أكثر من مجرد استمتاع.. فالترفيه عن طريق الترنم بفضل الله وجمال تدبيره لخلقه يجعل النفس تتسامى.. وتصفو.. فصار للترفيه فائدة طويلة المدى..في الدنيا بما ستتركه من أثر على صفاء النفس.. وفي اﻵخرة ولك هنا أن توسع مجال فكرك في فائدته في تلك الدار..
هذه هي الاستدامة الحقيقية..أن تستمتع بما له أصل وجذر في حياتك.. وتستقطب كل خير فيه.. وتستخدمه بما سيخلف لك أثرا طيبا في ما سيقدم من أيامك..

#اللعبةـالمكسورة

هذه سلسلة تغريدات كتبتها عن طريقة تعاملي مع ألعاب ابني “عبد الله”..

واخترت لها وسم #اللعبةـالمكسورة

  • “كلنا نعلم أن اﻷلعاب عنصر أساسي في حياة الطفل وشراؤها ليس المحور إنما عرضها للطفل واستخدامها هو ما يصنع الفرق #اللعبة_المكسورة
  • “طريقة استخدامي ﻷلعاب ابني هي أن ﻻ أستعمل الصناديق الكبيرة التي توضع فيها كل اﻷلعاب ﻷن منظرها ﻻ يكون مغريا للعب بها #اللعبة_المكسورة”
  • “أضع اﻷلعاب بالدولاب وأخرج عدد معين منها وأغيرهم من فترة ﻷخرى وأفضل عرضها على طاولة أو رف حتى تكون جذابة للعب وسهلة التناول #اللعبة_المكسورة”
  • “أتجنب أن تكون من ضمنها لعبة مكسورة أو لا تستخدم..جميع اﻷلعاب المعروضة صالحة للعب #اللعبة_المكسورة
  • “أتجنب كذلك وضع لعبة ظلت معروضة عليه لفترة طويلة لدرجة أنه مل منها.أعيدها للدولاب وأخرجها بعد فترة #اللعبة_المكسورة
  • “تنرفزني كذلك اﻷلوان الخشبية المكسورة والفلوماستر الناشفة.ياخي يا تبريهم يا ترميهم #اللعبة_المكسورة
  • “لا أحب أن اشتري لابني اﻷلعاب التي تعمل بالبطاريات والريموت ﻷن استخدامها محدود والتخيل بها محدود وتتعطل بسرعة #اللعبة_المكسورة
  • “أسعد كثيرا عندما يأتي أطفال آخرون للعب مع ابني ﻷن حماسهم للعب بألعابه يشعره بقيمتها ويلهمه بأفكار جديدة لاستخدامها #اللعبة_المكسورة
  • “أهتم كثيرا بالمحافظة على سلامة اﻷلعاب التي أشتريها واكتمال قطعها ولذلك تدوم عندي طويلا #اللعبة_المكسورة
  • “عندما يأتي اﻷطفال للعب بألعابنا أشترط عليهم أن يحافظوا على قطعها ويعيدوها إلى صناديقها وحزمي يجعلهم يحرصون على ذلك #اللعبة_المكسورة
  • “لا أميل لﻷلعاب الخشبية أكثر من البلاستيكية ﻷن ملمسها ورائحتها وصوتها مثري لنمو دماغ الطفل وهي تدوم طويلا ولا تنكسر #اللعبة_المكسورة
  • “أتمنى أن يكون لدى كل طفل بنت أو ولد: لعبة أدوات المطبخ وتكون مصنوعة من معدن وخشب وليس بﻻستيك ﻷنها مهمة في اللعب التخيلي #اللعبة_المكسورة
  • “عارضني الكثيرون..ولكني أصررت على شراء عروسة ﻻبني حتى أعلمه من خلالها التعاطف والتعامل اﻹنساني #اللعبة_المكسورة

لا احب الامتحانات

(كتبت هذا المقال بتاريخ ٤ يونيو ٢٠١٢ بالتزامن مع فترة الامتحانات)

نمر الآن بموسم امتحانات نهاية العام.. ويطلق البعض عليه مصطلح “التقييم”. وشخصيا كتربوية لا أحب هذه الظاهرة، أن يعتبر الاختبار جزء أساسي من تقييم الطالب!! وذلك لعدة اسباب؛ من هذه الأسباب أن الامتحانات تم التسويق لها لتكون غاية لا وسيلة، فصار الطالب يذاكر من منظور “هل ستأتي هذه المعلومة في الامتحان؟!” وهو مستوى ليس سطحيا فقط وإنما زبد سيذهب جفاء!!

حيث أن التفكير السطحي هو أن تحد فكرك في إجابة معينة، ولكن أن تحصر فكرك في السؤال أيضا فهذا يزيد المشكلة تعقيداً!!

ومما يجعلني لا أفضل الامتحانات كوسيلة للتقييم، أنها تطرح أسئلة مغلقة يكون جوابها إما صحيحاً أو خطأ!! فإما ان تكون اجاباتك تعبر عن فهم مطابق لواضع أسئلة الامتحان!!، أو يكون فهمك خاطئا!!

الخلاصة: فكر بالأسود والأبيض ولا تفكر في أي احتمالات اخرى. بالرغم من أن الناس كثيرا ما يقولون “فكر خارج الصندوق!!”، أرى أن الامتحانات تجعل من عقلك صندوقا صغيرا، وتحذرك من أن تخرج عن حدوده، وإلا سينتظرك تصحيح المعلمين بالقلم الأحمر وبعدها الكعكات الحمر!! ثم تأتي بعد ذلك مشكلة الدرجات، ففهمك يقاس بأرقام وأنصاف وأرباع!!!

ثم يختم عليها بختم وكأن كل ما فهمته هو ذلك الرقم، إضافة إلى أن هذا الرقم ليس حياديا، إنما هو مقياس شخص ما لفهمك “المصحح”، فأصبحت مشكلة التعليم لدينا أن يعتقد الطالب بأنه سيسلم للغير الحكم على فهمه وسيصدق ذلك الحكم. بالتأكيد للامتحانات جوانب إيجابية، منها سرعة التنفيذ ومقارنة الطلاب بمعيار موحد كما في اختبارات اللغة “التوفل والآيلتز” وعدم تطلبها لتدريب المنفذ للاختبار على استخدام منهجية محددة، ولكنني (ويؤيدني في ذلك ثلة من التربويين) لا أفضلها لتعليم ينشد تطبيق أفضل الممارسات، ويأمل أن ينافس طلبته الخريجين أمثالهم في الجامعات المرموقة. حتى نحصل على تعليم ذو نوعية عالية، نحتاج الى أسلوب في التقييم لا يختبر الطالب إذا فهم ما عرض عليه من معلومات، لأننا بذلك لن نكون ابتعدنا عن طابع التلقين؛ إنما نقيم ما يستطيع أن يستنبطه الطالب من معلومات وما حلله منها، وما بنى من فهم في تفكيره على ما عرض عليه من معلومات. وفي المقام الاول، قبل التقييم لا يكون المدرس هو المصدر المعتمد عليه للحصول على المعلومة، إنما دور المدرس أن يحفز الطالب على أن يفكر فيها وفي أبعادها، واستخداماتها وتبعاتها، فلا يكون تفكير الطالب نسخة من تفكير المعلم، وإنما نصنع طالبا بفكر جديد يضيف لأمتنا عقلا متفردا وفكرا بناء.