الحماس والإلهام: عدوى أحب أن أصاب بها

da-mo-2029

 

أيهما أكثر نفعاً؟  مجالستك لخبير غزير المعلومات أم مجالستك لخبير عالي الهمة حريص على أن  تعرف عن المجال الذي تخصص فيه ويبين لك كيف سيحسن تعلمك لهذا التخصص من جودة حياتك.
أحرص دائماً على مجالسة عاليي الهمة، لأنهم هم من يصنعون الفرق في مجتمعاتنا!
جالست في اليومين السابقين الأستاذ محمد المرزوقي المتخصص في علم سلوكيات الاتيكيت. علو همته وحرصه على تطوير المشاركين في الدورة التي ألقاها كانت شديدة العدوى، فلم أستطع حتى أن أمنع نفسي من أن يصلني شيء من إلهامه وحماسه.

ألهمني..
في أن تفاصيل السلوك والواجهة الإماراتية هي جزء من رؤية القيادة للبلاد عام ٢٠٢١، هذه الرؤية الشاملة تجعل المشاركين يشعرون أنهم وإن كانوا أفراداً من مجتمع يضم مئات الألوف من المواطنين، فإنهم جزء مهم منه لأن الجزء لا ينفصل عن الكل.
كما أن تحفيز المشاركين ليمارسوا السلوك الراقي فإن ذلك يتطلب منهم تغيير الكثير من تصوراتهم وقناعاتهم وهنا سيأتي دور الرؤية الشمولية التي تتطلب أكثر من مجرد تغيير السلوك. وإنما سيتطلب التأثير في أعماق أحاسيس وأفكار المشاركين، وكلما أُلهم المشاركين للتغيير الشامل والعميق بدلاً من مطالبتهم بتغيير سلوكيات محدودة، كلما لُمست نتيجة التغيير في المشاركين بشكل أكبر.

ألهمني..
في عرض سلوكيات الرقي في التعامل أو بلغة أخرى (الاتيكيت) على أنها أساس في ديننا وثقافتنا ومجتمعنا، ومن هذا الأساس، قام يتحدث عن تفاصيل السلوكيات الراقية، فيكون استقبال المشاركين لهذه التفاصيل سلساً على أنها ليست سلوكيات قننتها مجتمعات أجنبية، وإنما هي سلوكيات من أصلنا ومن منهجنا، وأنها مسلكنا الأصلي الذي تنحينا عنه، وأننا نحن الأولى بها من غيرنا.

ألهمني..
بأن السلوك الراقي ليس مطلوباً لكسب ثناء الغير، ولا حتى للسلامة من ألسنتهم ومن انتقاداتهم، وإنما السلوك الراقي يأتي من الأشخاص ذو الذوات الراقية، التي ستظل تتعامل برقي سواء اختلطوا بالآخرين أو اختلوا بأنفسهم.

كل هذا الإلهام من جهة الأستاذ محمد المرزوقي سيجعلني أفكر في ما عرضه علينا في هذه الدورة لفترة طويلة، لأنه لم يحصر نفسه في عرض معلومات وخطوات، وإنما لامس وجداننا وتحدى قناعاتنا، وهنا أستطيع أن أضمن له أن هذا النوع من التدريب سيجعل المشاركين يفكرون فيما سمعوه لوقت طويل يتجاوز أيام الدورة المحدودة. هذه غاية أساسية ننشدها في مجالسة المدربين الملهمين، وهي أن يفتحوا لنا أبواباً من العلوم، لنكمل من بعد مغادرتنا من مجالستهم الإبحار في غمار ما ألهمونا به.