فن “مجالسة الكبراء”

4a-na-62025

 

160209-protocol2

 

كنت قبل عدة ايام في دورة لتعلم سلوكيات الاتيكيت والبروتوكول، والتي ألقاها الأستاذ محمد المرزوقي اختصاصي الاتيكيت وسعادة المستشار نبيل فتح الباب اختصاصي المراسم والاتيكيت.
بالإضافة إلى تعلم كيفية التصرف اللبق مع الجميع، كانت الدورة تتطرق بكثرة إلى كيفية التعامل مع الشخصيات الهامة. كانت الدورة ممتعة جداً لأن كلا الأستاذ محمد المرزوقي وسعادة المستشار نبيل فتح الباب كانوا لا يقتصرون على سرد المعلومات، وإنما يشرحون تطبيقها من خلال خبراتهم وتجاربهم التي عاشروها في تعاملهم مع الشخصيات الهامة.

لمست بقوة أثر هذه التجارب على صقل خبرات كلا الأستاذين، فبالإضافة إلى ارتفاع حس الحكمة لديهما في التعامل مع الآخرين في المواقف الحساسة، فتذكرت وأنا أشاهدهما يروون تجاربهما حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم “سائلوا العلماء، وجالسوا الكبراء، وخالطوا الحكماء” حديث صحيح رواه الطبراني.
فكنت أشهد قوله صلى الله عليه وسلم “جالسوا الكبراء” فيما يروونه من مواقف تعرضوا لها. مجالستهم للكبراء، أوأقصد بهم في هذا السياق الشخصيات الهامة من سفراء ووزراء وممثلين للدول والمنظمات العالمية، جعلني أشهد في كلا الأستاذين:

سمت الوقار
مشاهدتهم المتكررة لهذه الشخصيات ومراقبتهم لطريقة تصرفاتهم جعلهم يتصبغون بسلوكيات الوقار التي تتحلى بها هذه الشخصيات وتأدبوا بآداب الأعراف الدولية من الاحترام والتقدير.

إنزال الآخرين منازلهم
ممارستهم لتقدير الشخصيات الهامة والوفود التي يقابلونها صقلت لديهم مهارة تقدير الآخرين وإشعارهم بأهميتهم بتلقائية وعفوية وصدق، مهما كانت منزلة الآخرين في المجتمع أو مسماهم الوظيفي.

الذرابة
حسن الكلام بطريقة عفوية وغير متكلفة، صارت جزءاً من طباعهم السلسة.

البراعة في فن مداراة الناس
باعتبار أنهم يتعاملون مع شخصيات مهمة، لا يستطيعون أن يقابلون أي من طلباتها بالرفض أو بأي من الحدة في التعامل خصوصاً في المواقف الانفعالية، فكل ذلك مرنهم على الحكمة في التعامل في مثل هذه الحالات.

كل ذلك كانت خواطر شهدتها في جزء من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم “جالسوا الكبراء”، هذا ولم أتطرق بعد لما خطر ببالي من قوله في مخالطة الحكماء، ومساءلة العلماء، فصلى الله وسلم على جامع الكلم! وجزى الله الأستاذ محمد المرزوقي وسعادة المستشار نبيل فتح الباب خير الجزاء على عرض هذه الفنون ليس بمجرد التحدث عنها وسرد المعلومات، وإنما بتصويرها في سلوكهم كقدوة ومثال قبل أن يدعوا الآخرين إلى ممارستها وتطبيقها.