الكثير يسألونني عن الخطوات التي قمت باتباعها للإقدام على خطوة الدراسة في الخارج. وقد ارتأيت أن أدون هذة الخطوات، لأدونها لنفسي أولاً كذكرى تستحق الاسترجاع، وليستفيد منها الآخرون. وأنوه هنا إلى أن الخطوات الذي سأذكرها واردة لأن تختلف اختلافاً كبيراً مع خطوات من احتذوا حذوي من طلبة الدراسات العليا.
الدراسة في الخارج بدأت بحلم (وأعتقد أن هذا ما ينطبق على كثير من المبتعثين). بدأ يراودني هذا الحلم قبل أن انتهي من دراسة الماجستير.
أكرر وأقول: إن كنت أيها القارئ من الأشخاص الحلومين، فلا تتأخر في حلمك وابدأ بأن تحلم مبكراً، فكلما بكرت في أحلامك كلما كانت خطواتك أسرع، وأنا هنا لا أتكلم في أن تكف عن أن تحلم بأن تبدأ بتحقيق حلمك، وإنما ما زلت أقول أكمل أحلامك، وتخيل أكثر، لأنك عندما تحلم بمستقبل أفضل فهذه مخارة تتطلب جهداً يستحق أن تدرب نفسك عليه.
عندما قررت أن أنقل حلمي إلى الواقع، كانت لا توجد لدي أدنى فكرة في كيفية القيام بالبحث عن جامعة أقدّم فيها، ولا حتى كيفية البحث عن التخصص الذي أريده. لم يكن والدي ممن درسوا في الخارج أو أن الدراسة في الخارج عادة جرى عليها أقراني ممن في محيطي. أعتقد أن هذا ما يجعلني قادرة على أن أدرك تفاصيل الأحداث الواقعة في عملية التقديم إلى الجامعات لأنني تعلمت كل هذه الخطوات بالركض وراءها، والبحث عنها ولم تصلني بدون مقابل.
من الأسئلة المهمة التي أتفكر فيها بين حين وآخر هو: كيف عرفت أنني السلك الأكاديمي هو المكان المناسب الذي يجب أن أكون فيه؟ عندما وجدتني مستمتعة بممارسة البحث والنقد والكتابة استشفيت أن الطريق الأكاديمي والبحثي مناسب لمن كانت فيه العلامة التالية: الشغف شديد في البحث عن استنتاج يروي ظمأه، ولمن لديه فضول في استكشاف ما وراء الأبواب المغلقة، بل وكلما فتح له باب، زاد شغفه ليعرف ما وراء الباب التالي.
كباحثة وكأكاديمية، لم يكن فضولي مقتصر على شغفي لأن أعرف المجهول، بل لأن أبحث في خبايا المجهول عن جواهر أصوغها لاستخدامي، فأرى نفسي شغوفة بأن أبحث عن الأساليب الفعالة ثم أبحث عن كيفية استخدامها بطريقة تناسب السياق والبيئة التي أنا فيها.