كيف تعرف أنك أصبحت “مهووساً”؟

هل تعرف  ذلك الشعور الذي يراودك عندما تستيقظ من النوم وتشعر بالسعادة لأنك أنهيت نشاطاً ممتعاً كنت تمارسه، ثم تستوعب أنك لم تكن تقوم بشيء لأنك للتو استيقظت من نومك ثم تستوعب أن ما كنت تقوم به كان مجرد حلم جميل.

كان هذا حالي اليوم، عندما استيقظت كنت أشعر أنني كنت أمضي وقتاً ممتعاً مع أحدهم، وكانت تجول في ذاكرتي أنني كنت أتحدث مع ذلك الشخص، ومن شدة تغلغل تلك اللحظة في ذاكرتي حاولت أن أجمع تركيزي لأميز إن كان ذلك حقيقة أم حلماً، وبعد أن صحصت وجاء ابني وأخذني عنوة إلى أرض الواقع لأنه يريدني أن آخذه إلى الحمام ولأنه يصر أن يلبس قميص “المنكي” لم يترك لي فرصة في أرض الأحلام.

المهم، ما أدهشني هو أنني أتذكر أنني كنت أكلم شخصاً ما في الحلم عن أهمية الطفولة المبكرة، وكنت أكلمه بتفصيل شديد، وكنت أذكر له أرقام ومعلومات تفصيلية، وكنت مستمتعة جداً بحديثي معه لأنني كنت أشعر بالجدية وكأنني أعطي له تعليمات وخطوات عملية لخطوات يجب تنفيذها.

طبعاً لن أذهب إلى الشيخ قوقل وابحث عن تفسير هذا الحلم، ولكنه أعطاني تنبيه لشيء لم يخطر ببالي من قبل. أعلم أنني أحب الأطفال، بل أعشقهم، وأستمتع بأن أبحث في تفاصيل ما يتعلق بهم، وأستمتع بمشاهدتهم وهم يلعبون، وأستمتع بتصويرهم والتقاط أجمل حركاتهم العفوية، وأتفنن في ما سيمتعهم من ألعاب وأنشطة، ولكن الذي لم أنتبه له هو أنني لست مهتمة بهم فحسب، وإنما “مهووسة” بهم، لدرجة أن تظهر تفاصيل دقيقة من اهتمامي بهم في أحلامي. لم أكن أعرف أنني أحب هذا المجال لهذه الدرجة، ولكن يبدو أنني ارتبطت به عاطفياً بشكل كبير. وتفسير ظهور هذا الهوس في أحلامي يبدو لي الآن منطقياً جداً، فلو كانت جل يقظتي تمر وأنا أفكر فيما يتعلق بالأطفال، فلن يسلم من هذا الهوس منامي وأحلامي. بل وإن كانت مشاعري وخاطري متعلق بهذا الأمر فبالتأكيد لن يستولي على أحلامي سوى ما عشعش في باطني.

مرة أخرى سأكررها: أحب الأطفال وكل ما يتعلق بهم.

ليس لأنهم رمز الجمال والطهارة والعفوية، بل لانني أتشرف بأن أخدمهم، لأنهم يستحقون ذلك بل وأكثر.