من داخل القصر

IMG_6687-1

اكتب حديثي هذا وأنا أنظر إلى أسوار قصر الحصن وأسمع من حولي حديث الناس.. حديث السوالف.. والتحيات.. والرمل تغلغل داخل حذائي وبين أصابع أقدامي.. ورائحة اللقيمات في اﻷجواء..
للتو انتهيت من جولة داخل قصر الحصن.. أشياء كثيرة استوقفتي.. عندما دخلت القصر وجدته في غاية البساطة.. لم أر اﻷرضيات الرخامية ولا الجدران المرصعة بالخطوط والنقوش والفسيفساء. ولكنها طوابيق بنيت من الماء العذب والرمل وخشب أشجار القرم.. فليست جمال المباني ما يصنع اﻷساطير.. ولكن مسيرة رجال تحققوا بمعاني الرجولة هي من صنعت قصة عز ومجد وطن..
كان المكان على بسطته مهيبا..
بينما أمشي في فناء القصر ضمن الجولة بت أستشعر سكانه الذين مشوا على نفس الخطوات التي تمشي عليها قدماي.. وتحدثوا هنا.. وتسامروا هناك.. هنا كانت أنفاسهم ومواقفهم التي صارت تاريخنا اليوم.
واستوقفني كثيرا ما رأيته من المرشدة التي أخذتنا في الجولة و اسمها مضحية المنصوري. كانت راقية التعامل مع الجميع المواطن وغير المواطن.. الكبير والصغير.. وكانت تستقبل جميع اﻷسئلة والتعليقات بصدر رحب وباهتمام حتى أن ممن كانو معنا في الجولة أطفال ويطرحون عليها أسئلة بسيطة وكانت تتفاعل معهم وتجاوب تساؤلاتهم الطفولية بمهنية واهتمام بل وحتى مشاغاباتهم وكثرة حركتهم وثرثرتهم كانت تتعامل معها بكل احترام. ولفت انتباهي أنها تجاوب من يسألها بمعلومات تفصيلية تذكر بها أسماء وأزمان دقيقة بل وتعقب في بعض أجوبتها بذكر اﻷشخاص الذين يمكن الرجوع إليهم لمعرفة المزيد.
ابتهجت كثيرا بتعرفي على وجوه إماراتية تظهر تفاصيل ما حواته طيات التاريخ وجمال كونهم إماراتيين أنهم ينقلون التفاصيل ويمثلون معانيها وجوهرها.

باختصار.. يوما جميلا في مهرجان قصر الحصن.. شكرنا الله فيه على تفضله باختيارنا ضمن أمم شهد التاريخ ﻷسلافها بالخير!!