فانظروا بعدنا إلى الآثار

images

images (1)

 

عندما جلس ساكن قصر الحصن في ساحته.. ورأى أبناءه يلعبون فيها.. ورأى من حوله الرمال على امتداد نظره.. هل طرأ بباله أنه سيأتي يوم يملأ ساحى هذا القصر رجال من صلبه أتو يشاهدون ما بنى والدهم وجاؤوا يستحضرون ما فعل.
وهل جاء بباله أن الرمال التي امتد نظره إليها قد فرشت اليوم أنهارا بيضاء.. أفواجا من البشر جاؤوا يحيون سيرة ما فعل؟
فأي نية صالحة هذه التي جعلت نظرا يراعي ابنا قبل 250 عاما تثمر أبناءا يحملون سيرة هذا الجد الصالح؟ بل هي نية لم ترع طفلا واحدا وإنما رعت كل من امتد من صلبه إلى اليوم.
ونحن اليوم عندما ننشئ أبناءنا.. هل ربيناهم ونحن نرجو أن تظهر تربيتنا في ذراريهم؟ وكيف سيكون الفرق بين أن نربيهم ليعيشوا لحظتهم الآنية وبين أن نربيهم ليحملوا إرثا ثمينا حملناه عمن أتى قبلهم؟
من سكن قصر الحصن ربى أبناءه على حماية مصادر الماء العذب.. على مصدر استمرارية عيشهم في الحياة.. وربما أنه فكر يوما أن هدف ذريته من بعده لن يكون في حفظ مصدر عيشه فقط ولكن في مشاركة غيره مصادر العيش والرخاء.
هذه آثارنا تدل علينا فانظروا بعدنا إلى اﻵثار
واليوم نتساءل ما هي اﻵثار التي سنخلفها لمن بعدنا؟ بل ونسأل بماذا ستدل علينا؟ بل ونسأل إن كانت آثارا سيأتون لمشاهدتها وانتقادنا أم أنها آثار ستبقى ليستنفعوا بها ومن سيأتي بعدهم؟