ماذا تعلمت من المنتدى العالمي للطفولة؟

wofo6

المؤتمرات: وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا

مثل هذا المؤتمر الذي اجتمع فيه أكثر من ٨٠٠ مشارك من ٨١ دولة، بخبرات مختلفة، وتجارب مختلفة، وتصورات مختلفة، وجاؤوا محترمين لبعضهم البعض بل وراغبين في الاستفادة من بعضهم البعض بغض النظر عن أعراقهم وعن إمكاناتهم المادية أو عن درجاتهم العلمية، فقط لكونهم مختلفين، ولكونهم راغبين في البحث عن الاختلافات لدى غيرهم، لأنهم يعقتدون أنها ستؤدي بجهودهم إلى التكامل.
كل هذه الرغبات والمقاصد تكفي لتكون مصدراً للهمة والطاقة التي كان يشعر بها من حضر المنتدى.

Saying “YES” To The Moment

تحدثت Bonnie Neugebauer عن أن تكون لدى أحدنا الشجاعة والمخاطرة بأن نقول “نعم” لتلك الخاطرة الملهمة التي تأتي لأحدنا في لحظة ما، فقد تكون فكرة غير مألوفة، أو حتى مجنونة، واستفادتنا منها هي أن نتقبل تنفيذها.
ظل يتردد في بالي قولها أننا هنا في المؤتمر جئنا  لنثير التساؤلات، وليس بالضرورة لنجد أجوبتها.
وأن كل مشارك هنا قيمته في وجدانه وهمته وفكره، وليس في منصبه المهني.
وأننا هنا لنستمتع باختلافاتنا وتبايننا أكثر من استمتاعنا  بتشابهنا.
بل وأن سماتنا المتشابهة هي قاعدة لنا لننطلق منها في استكشاف تبايننا.
وأننا هنا لأننا نريد من كل مشارك أن يترك أثراً فينا، وليس فقط لنترك أثراً عليه.

التطور المستمر Sustainable Development

علينا أن ندرك أننا يجب أن نهتم في منبع وجذر هذا التطور ألا وهو سنوات اﻹنسان اﻷولى وبدايات حياته المبكرة والذي إن استثمرنا فيها فإن استثمارنا سيأتي بنتائج تصب في جوهر أهدافنا التنموية، سيكون عائد هذه النتائج أكبر من استثمارنا في أي وقت بعده. فلذلك الاستثمار والدعم للطفولة المبكرة هو في صلب المناداة بالتطور المستمر Sustainable Development.

سؤال كنت أستحضره بتكرار قبل وأثناء المؤتمر 

ما هي الموارد البشرية والمهنية القريبة منا جغرافيا والمشابهة لنا ثقافيا التي يمكن أن نستعين بها في تطويرجودة الخدمات المقدمة للأطفال في بلادنا. إذا كنا واقعيين فإننا سندرك أننا سنقوم بخدمة شريحة هائلة من السكان وفي نفس الوقت نريد أن نوصل هذه الخدمة بجودة عالية، فإن كان الاهتمام بهذا المجال جديداً في منطقتنا فإن الممارسين اﻷكفاء له سيكونون قلة، وبذلك سنضطر إلى الاستعانة بموارد بشرية خارجية ذات كفاءة إلى أن تتكون لدينا قاعدة من الممارسين المحليين اﻷكفاء والذين سيكونون في الغالب من خريجي الجامعات. لذلك من المهم أن نستكشف ونتقصى الخبراء في هذا المجال الذين من الممكن أن تكون ثقافتهم وخلفياتهم تتشابه أو تتلاءم مع الطبيعة الثقافية لدينا.

هل قضايا الطفولة مدرجة في الأجندات العالمية؟

Pia Britto  تحدثت وهي senior advisor لدى اليونيسيف عن الحاجة الملحة لوضع قضايا الطفولة المبكرة في قلب أجندة الأمم المتحدة. وكانت تصف أن قضايا هذا الشأن غير متواجدة في أجندات العالم وهذا ما يطالبون به الأمين العام للأمم المتحدة بأن يضمنها في هيكلة ما بعد ٢٠١٥ “Post 2015”.
استشعرت مما سمعته منها أن الاهتمام بقضايا الطفولة المبكرة هو موجة جديدة في العالم، مع أن بعض الدول قد عملت على تجارب قد نضجت وقد أثبتت فعاليتها على مدى جيل كامل. ولكن المطالبة العالمية الجادة بهذا الشأن بدا لي أنه قصب سبق يمكن لأي منظمة أو دولة أن تحرزه وستكون بذلك رمزاً عالمياً في إضافة أحد الأركان الأساسية للحضارة، وهو الاهتمام بأهم العناصر الإنسانية، ألا وهي مرحلة الطفولة من كل إنسان.
أتمنى (كما يشاركني كل مواطن) أن تكون بلادنا من الدول المصدرة والمنتجة، ولكني سأعمل فكري وجهدي أن تكون بلادي من الدول المصدرة والمنتجة للبرامج والمبادرات الحضارية إلى جانب تصديرها للمنتجات الاستهلاكية. أن نكون محرزين لقصب السبق في التمكن من برامج الاهتمام بالطفولة المبكرة وتصديرها للعالم سيكون فضلاً تاريخياً تستفيد منه البشرية على مدى أجيال وأجيال.

Funds vs Friends

Maggie Kamau -Biruri من كينيا تعتبر من الشخصيات الناجحة في جمع التبرعات لأجل برامج الطفولة، ولكنها استوقفتني عندما قالت: علينا أن نهتم بجمع الأصدقاء أكثر من جمع الأموال
friend raising not fund raising

Play Is The Way

وألقى متحدث اسمه Steve Gross عرضاً حماسياً بدأه بأننا بدلاً من أن نصور لأطفالنا العالم كـ “عقبات” يجب أن يجتازوها، علينا أن نصور لهم أن  العالم عبارة عن “فرص” يستمتعون باقتناصها وذلك حتى نضمن أن معنوياتهم وحيوتهم تنمو بشكل جيد، وهي جزء مهم من نموهم الكلي.

فعرض أن نقوم بكل شيء في الحياة بروح اللعب والمرح والتي أسماها Playfulness
وقد قال حتى تقوم بأي منشط بهذه الروح من اللعب والمرح والبهجة فيجب أن تتوفر فيها المكونات التالية:
– الاندماج والمشاركة النشطة (Active Engagement): وهي  أن تكون متواجداً بعاطفتك وفكرك في اللحظة.
– الانضباط الداخلي (Internal Control) : فتضبط انفعالاتك لتركزها في البهجة والمرح
– الروابط الاجتماعية (Social Connection): نحتاج بفطرتنا أن نشعر بأننا محبوبين من قبل الآخرين، بل وعلينا أن نتواجد في الأماكن التي يتواصل ويتفاعل فيها الناس. ونبه على أن الحد من الارتباط الاجتماعي يدمر روح المرح لدى الأطفال.
– المرح (Joyfulness): تجدهذه الخاصية في بعض الأشخاص الذين إذا دخلوا مكاناً أضاؤوه بحيوتهم وبهجتهم.

وختم أن روح اللعب أو ما أسماه بالـ Playfulness هو ليس مهمة نقوم بها، وإنما صفة تطغى على كل مهمة نقوم بها.

بحر ليس له حد!

ذهبنا إلى المؤتمر وفي أذهاننا أسئلة نبحث عن أجوبتها، ولكننا احتجنا في المؤتمر إلى أن نجاوب أنفسنا بمزيد من الأسئلة. أسئلة كانت أكثر شمولاً وفي نفس الوقت أكثر تفصيلاً وتعقيداً، وذلك لأننا شاهدنا الكثير من التجارب، وشاهدنا الكثير من ،الأشخاص الذين لهم طاقات وهمم عالية في خدمة الأطفال بل وفي السعي لتقديم أفضل الخدمات لهم، بل ويسعون أيضاً أن ينال جميع الأطفال بدون تفرقة نفس المستوى من هذه الخدمات.
ليس هذا دافعاً لأن نقارن أنفسنا بغيرنا، ولكنه دافع لأن نتطلع لاستجلاب الأفضل من التجارب والممارسات لأطفالنا، لأنهم يستحقون ذلك وأكثر.

2 comments on “ماذا تعلمت من المنتدى العالمي للطفولة؟

Comments are closed.