تقديم طلب القبول

بعد أن يقوم المتقدم باختيار الجامعات التي يرغب بالانتساب إليها، يقوم بتعبئة طلب للحصول على “القبول الأكاديمي” والذي إن أصدر من قبل الجامعة، يقوم الطالب بإجراءات التسجيل في تلك الجامعة إن رغب في الالتحاق بها. الوضع المثالي هو أن يحصل المتقدم على قبول أكاديمي من عدة جامعات ثم يختار منها الجامعة التي سيكمل فيها دراسته.

بطبيعة الحال، سيرفق المتقدم بالطلب سيرته الذاتية والتي تحدثت سابقاً عن أهمية كتابتها بانتقاء شديد لمحتواها. من المرفقات ذات الأهمية التي يجب أن يكتبها المتقدم باهتمام هو المقال الذي يطلق عليه Statement of Purpose.

يعبر الطالب في هذا المقال عن رؤيته وأهدافه من إكمال دراسته الأكاديمية، وبالتحديد إكمالها خلال البرنامج الذي تخاطب في الجامعة أو البرنامج من خلال هذا المقال. الطريف في الموضوع هو أن البعض قد يعتقد أنه من الممكن أن يوكل شخصاً ما ليكتب له هذا المقال مثل أي بحث يكتبه لمساق دراسي، ولكن النقطة الحرجة في ذلك هو أن قارئ هذا المقال يمر على عشرات المقالات من أمثالها ويستطيع أن يشم رائحة الكذب إن وجدت.

كذلك لا يكفي أن تكون صادقاً في كتابتك للتقرير بل وإنما عليك أن تظهر لهم أفضل ما لديك، بل ما يميزك عن غيرك والذي سيجعلهم يحرصون على أن يقبلوك في برنامجهم. كتابة مثل هذا المقال مجهدة في البداية لأننا للأسف في كثير من الأحيان لا نعرف أفضل ما لدينا من مهارات ومميزات، بل لا نعرف أهدافنا التفصيلية، أو ربما نعرفها ولكن لا نعرف كيف نتحدث عنها. كتابة هذا المقال اضطرني إلى أن أغوص في غمار ذاتي لأستكشف تفاصيل مميزاتي وخصائصي التي أتفرد بها عن غيري. كذلك اضطرني إلى أن أصيغ أهدافاً محددة وأصيغها بلغة واضحة وعميقة في معناها. بعد ذلك كثرة مراجعتي وتعديلي للمقال جعلني أحفظ ما كتبت حتى أنني أستطيع أن أردده عند حديثي مع شخص آخر بأسلوب واثق وواضح ومسترسل.

كما أن السيرة الذاتية هي الصورة التي أرسمها في ذهن من يقرأها، فإن هذا المقال هو الصوت الوجداني والفكري الذي أكمل به سيرتي الذاتية، وهو مهم جداً في التأثير على لجنة القبول في البرامج الأكاديمية. قد يكون الطالب غير متميز أكاديمياً، وقد لا تكون سيرته الذاتية حافلة بالإنجازات، ولكن تقريره قد يبين مدى جديته وحرصه على الالتحاق بالبرنامج الذي يتقدم إليه وقد يبين كذلك الإضافة المميزة الذي يمكن أن يضيفها كطالب في هذ البرنامج بالتحديد، إضافة تتميز عما قد يضيفه أي طالب آخر.

كنت حريصة كل الحرص على إتقان كتابة هذا المقال، فاستعنت بمن أستطيع أن أصل إليه من

 advisors و counselors لأنقح التقرير الذي كتبته، فلفتت انتباهي أحدهم إلى أن هذا التقرير هو فرصتي لأن أتحدث عن نفسي وعن أفضل ما أحمل من مميزات وأنه في الواقع لا تتاح لنا كثيراً فرصة أن نتحدث عن أنفسنا ونفصل للآخرين أفضل ما لدينا، ولكن هذا التقرير هو فرصة مثالية لنعبر عن هذه المميزات ونعرضها بكل ثقة ووضوح وتفصيل، وهو إحساس جميل أن تجد من فرغ وقته ليستمع إليك وأنت تصف ذلك.

 

كتابة Statement of Purpose من الأمور التي تجعلني أؤكد أن الخوض في تجربة التقديم للدراسة مفيدة جداً حتى وإن لم تنجح فيها، على الأقل إن كانت سبباً يجعلك تكتب تقريراً تحدد فيه رؤاك وأهدافك وتتحدث فيه عن مزاياك ومهاراتك، وهي خطوة ستفيد فاعلها على مدى الحياة، سواء أكمل دراسته أم لم يكملها.