استعدادات رمضان: أفكار لصنع “فانوس رمضان” مع أطفالك

كثير من الإرشادات والتعليمات والفوائد تريد أن توصلها لأطفالك عن رمضان، وأسهل الطرق عليك أن تحدثهم عن هذه الإرشادات والفوائد، ولكن للأسف هذه الوسيلة لإيصال المعلومة هي من أقل الوسائل تأثيراً على أطفالك. الغلابة سيسمعون منك بعد عدة أيام “قلت لكم ألف مرة، لكن ما في فايدة”! اليوم أريد أن أشارككم فكرتي في كيفية بث القيم الرمضانية في أطفالك بطريقة سهلة وممتعة والأهم أنها تضمن لك تأثرهم بهذه القيم لفترة طويلة. من أفضل الطرق لبث القيم في أطفالك هي أن تربطها بجو من “انفعالات البهجة”، فعلى سبيل المثال، عندما تريد أن تحدثهم عن القيم الرمضانية فابتكر لهم جو من البهجة والفرح برمضان، وادمج في هذا الجو القيم التي تريد أن تغرسها فيهم. فكرتي هي أن تزين المنزل بفوانيس رمضان، وهي سهلة الصنع، يستطيع أن يشاركك فيها حتى الصغار جداً من أطفالك. وصنع الفوانيس هو من التعبير الفني الذي يعتبر من الممارسات التي يستمتع بها معظم الأطفال خصوصاً إن لم تحكرهم في تصميم معين تلزمهم به، وإنما يستمعون بشكل أكبر عندما يجعلون العمل الفني الذي يمارسونه معبراً عن أفكارهم وأذواقهم. وفي هذا الجو من المتعة والاندماج، يمكنك أن تردد الأذكار التي تحب أن يرددوها في رمضان، أو تردد الأناشيد التي تحتفل باستقبال رمضان، ويمكنك أن تتحدث بجمل مختصرة ولكن مركزة عن الفضائل الرمضانية التي تريدهم أن يعرفوا عنها. وهنا أود أن أشارككم بعض الأفكار المتنوعة والسهلة التنفيذ في صنع فانوس رمضان، لخلق جو البهجة والفرح في المنزل مع أطفالك

ramadan1

فانوس رمضان

المصدر

هذه الفوانيس التقليدية، ولكن أعجبني فيها اختيار تصميم الورق المتناسق



ramadan6

المصدر

وهذا استخدام جميل ومتناسق للأوراق الملونة في صنع الفوانيس التقليدية



ramadan2

المصدر

وهذه فكرة جميلة لصنع فانوس من علب المشروبات الغازية، وهي وسيلة فعالة لتعليم الأطفال تدوير النفايات



ramadan5

المصدر

وفكرة أخرى لتدوير النفايات لصنع فانوس من علب المعلبات المعدنية

 

ramadan3 المصدر

 

ramadan4

المصدر

وهنا كيفية صنع نجمة يمكنك أن تعلقها مع الفوانيس

 

ramadan7

المصدر

وهذه فكرة لاستخدام المصابيح الصينية لصنع أجواء رمضانية!

 

ramadan23

المصدر

 

ramadan9

المصدر

أفكار لفوانيس جميلة توضع على الطاولات

 

ramadan10

المصدر

 

ramadan18

المصدر

 

ramadan19

طريقة صنع هذا الفانوس الجميل تجدونها في المصدر

 

ramadan20

المصدر

 

ramadan21

المصدر

أعجبتني هذه الفكرة الجميلة والبسيطة، استخدام الأكواب الورقية لصنع إضاءة توضع على الطاولة

 

التجارة تنشر الثقافة: بضائع “حق الليلة” تملأ الأسواق

حق الليلة


يتضايق الكثير من تحويل الاحتفال بـ “حق الليلة” من مناسبة اجتماعية ودينية إلى متاجرة بكل ما يمت الصلة بها. ولكني أحب كثيراً أن أرى أي بضائع تتعلق بثقافتنا تملأ الأسواق، خصوصاً إذا كانت هذه البضائع متعلقة بمناسبة فضيلة تعكس فضيلة دينية، وعادة اجتماعية جميلة.

قد تتفق معي أيها القارئ أن مناسبات الثقافات الأخرى قد وصلت إلى أسواقنا، فلا بد أن تجد في كل أنواع الأسواق التي نرتادها في بلادنا بضائع تعكس ثقافة أعياد الميلاد، والهالوين، بل وحتى رأس السنة الصينية، وقد يشتري المتسوق هذه البضائع وهو لا يعرف المناسبة التي تمثلها، قد يكون اشتراها لأنه أحب شكل الغزال الذي يسحب العربة فوق الجليد، أو لأنه يحب “القرع” أو لأنه يحب اللون الأحمر، ولكنه أخذ لمسة من الثقافة التي تمثلها البضاعة التي اشتراها، بل وسيمر عليها نظره كل يوم مادامت متواجدة في منزله.

فالآن عندما وصلت البضائع التي تمثل جوانب من ثقافتنا مثل الأكياس التي تستخدم في احتفالات حق الليلة، والأقمشة التي عليها النقوش القديمة وتلك التي عليها تصاميم “بوتيله”، والفوانيس التي تمثل شهر رمضان، والأعلام الإماراتية التي تمثل احتفالات اليوم الوطني، كل هذه البضائع تنشر للمتسوقين جوانب من ثقافتنا ارتبطت بفضائل سامية مثل الولاء للوطن وصلة الرحم، وإدخال الفرح على قلوب الأطفال والكرم والعطاء وغيرها من الفضائل المضمنة في مناسبة “حق الليلة” على سبيل المثال. وسيغمرني الفرح إذا رأيت عربياً أو آسيوياً أو أجنبياً يستخدم بضاعة تمثل هذه المناسبة، وسأفرح أكثر إن استخدم هذه البضاعة في بلاده، وسيتضاعف فرحي إن رأيته أهدى أصدقاءه شيئاً من هذه البضائع.

لو تفكرنا في كيفية انتشار الإسلام في العالم، نجد أن أكثر انتشاره كان عن طريق التجار الذين حملوا بضائعهم ليبيعوها حول العالم، فصارت البضائع ممثلة للعالم الإسلامي، بل وأن ذلك التاجر المسلم الذي يبيعها كان سفيراً لدينه عندما مارس نشاطه التجاري بأسلوب يمثل رقي الدين، بل حتى أن أكثر تركز للمسلين تجده في شرق آسيا، ومن المعروف لدى المؤرخين أن الإسلام لم ينتشر في تلك المناطق بالفتوحات وإنما عن طريق الدعاة المسلمين الذين مارسوا التجارة هناك، وهم في الأصل قد اتجهوا إلى تلك المناطق ليحملوا أرقى بضاعة، وهي نشر دين الإسلام، وكانوا خير ممثلين للدين بأخلاقهم، ثم ارتبطت بهذه الأخلاق البضائع التي كانوا يسوقونها في تلك البلدان.

واليوم إذا انتشرت البضائع التي تمثل ثقافتنا إلى العالم، لن يقتصر استخدامها على المشتري الذي استحسن ألوانها أو شكلها أو رواجها في الأسواق، وإنما سيأتي المؤرخون والمتبحرون في تخصصات مثل الأنثروبولوجيا والمهتمون بتاريخ الشرق الأوسط ليجعلوا أمثال هذه البضائع محاور أبحاثهم وستتركز أسألتهم عن الغرض الذي من أجله ظهرت هذه البضائع إلى حيز الاستخدام وستظهر في أجوبة هذه الأسئلة أنها تم تصنيعها لتخدم مناسبات بسيطة في مراسمها ولكن عميقة في معانيها وعالية في رقيها. ثم سيمتد تساؤل هؤلاء الباحثون إلى ارتباط أمثال هذه البضائع بالتفاصيل المادية المتعلقة بها مثل صلتها بمنطقتنا الجغرافية، وسبب اختيارنا للألوان التي تحملها هذه البضائع والمعاني التي تحملها النقوش التي تزينها وغير ذلك من التفاصيل الجميلة المرتبطة بهويتنا وثقافتنا، تماماً كما تم دراسة البضائع المصنعة من قبل الشعوب القديمة كالأطباق الصينية والأقمشة الهندية.

والآن أحب أن أعرض عليكم بعض صوراً لبضائع سعدت برؤيتها تتداول في الأسواق حتى وصلت إلينا، وقد التقطت هذه الصور من احتفالاتنا البارحة بمناسبة “حق الليلة”.

 

عطونا حق الليلة ٢٠١٣

فن “مجالسة الكبراء”

4a-na-62025

 

160209-protocol2

 

كنت قبل عدة ايام في دورة لتعلم سلوكيات الاتيكيت والبروتوكول، والتي ألقاها الأستاذ محمد المرزوقي اختصاصي الاتيكيت وسعادة المستشار نبيل فتح الباب اختصاصي المراسم والاتيكيت.
بالإضافة إلى تعلم كيفية التصرف اللبق مع الجميع، كانت الدورة تتطرق بكثرة إلى كيفية التعامل مع الشخصيات الهامة. كانت الدورة ممتعة جداً لأن كلا الأستاذ محمد المرزوقي وسعادة المستشار نبيل فتح الباب كانوا لا يقتصرون على سرد المعلومات، وإنما يشرحون تطبيقها من خلال خبراتهم وتجاربهم التي عاشروها في تعاملهم مع الشخصيات الهامة.

لمست بقوة أثر هذه التجارب على صقل خبرات كلا الأستاذين، فبالإضافة إلى ارتفاع حس الحكمة لديهما في التعامل مع الآخرين في المواقف الحساسة، فتذكرت وأنا أشاهدهما يروون تجاربهما حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم “سائلوا العلماء، وجالسوا الكبراء، وخالطوا الحكماء” حديث صحيح رواه الطبراني.
فكنت أشهد قوله صلى الله عليه وسلم “جالسوا الكبراء” فيما يروونه من مواقف تعرضوا لها. مجالستهم للكبراء، أوأقصد بهم في هذا السياق الشخصيات الهامة من سفراء ووزراء وممثلين للدول والمنظمات العالمية، جعلني أشهد في كلا الأستاذين:

سمت الوقار
مشاهدتهم المتكررة لهذه الشخصيات ومراقبتهم لطريقة تصرفاتهم جعلهم يتصبغون بسلوكيات الوقار التي تتحلى بها هذه الشخصيات وتأدبوا بآداب الأعراف الدولية من الاحترام والتقدير.

إنزال الآخرين منازلهم
ممارستهم لتقدير الشخصيات الهامة والوفود التي يقابلونها صقلت لديهم مهارة تقدير الآخرين وإشعارهم بأهميتهم بتلقائية وعفوية وصدق، مهما كانت منزلة الآخرين في المجتمع أو مسماهم الوظيفي.

الذرابة
حسن الكلام بطريقة عفوية وغير متكلفة، صارت جزءاً من طباعهم السلسة.

البراعة في فن مداراة الناس
باعتبار أنهم يتعاملون مع شخصيات مهمة، لا يستطيعون أن يقابلون أي من طلباتها بالرفض أو بأي من الحدة في التعامل خصوصاً في المواقف الانفعالية، فكل ذلك مرنهم على الحكمة في التعامل في مثل هذه الحالات.

كل ذلك كانت خواطر شهدتها في جزء من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم “جالسوا الكبراء”، هذا ولم أتطرق بعد لما خطر ببالي من قوله في مخالطة الحكماء، ومساءلة العلماء، فصلى الله وسلم على جامع الكلم! وجزى الله الأستاذ محمد المرزوقي وسعادة المستشار نبيل فتح الباب خير الجزاء على عرض هذه الفنون ليس بمجرد التحدث عنها وسرد المعلومات، وإنما بتصويرها في سلوكهم كقدوة ومثال قبل أن يدعوا الآخرين إلى ممارستها وتطبيقها.

الحماس والإلهام: عدوى أحب أن أصاب بها

da-mo-2029

 

أيهما أكثر نفعاً؟  مجالستك لخبير غزير المعلومات أم مجالستك لخبير عالي الهمة حريص على أن  تعرف عن المجال الذي تخصص فيه ويبين لك كيف سيحسن تعلمك لهذا التخصص من جودة حياتك.
أحرص دائماً على مجالسة عاليي الهمة، لأنهم هم من يصنعون الفرق في مجتمعاتنا!
جالست في اليومين السابقين الأستاذ محمد المرزوقي المتخصص في علم سلوكيات الاتيكيت. علو همته وحرصه على تطوير المشاركين في الدورة التي ألقاها كانت شديدة العدوى، فلم أستطع حتى أن أمنع نفسي من أن يصلني شيء من إلهامه وحماسه.

ألهمني..
في أن تفاصيل السلوك والواجهة الإماراتية هي جزء من رؤية القيادة للبلاد عام ٢٠٢١، هذه الرؤية الشاملة تجعل المشاركين يشعرون أنهم وإن كانوا أفراداً من مجتمع يضم مئات الألوف من المواطنين، فإنهم جزء مهم منه لأن الجزء لا ينفصل عن الكل.
كما أن تحفيز المشاركين ليمارسوا السلوك الراقي فإن ذلك يتطلب منهم تغيير الكثير من تصوراتهم وقناعاتهم وهنا سيأتي دور الرؤية الشمولية التي تتطلب أكثر من مجرد تغيير السلوك. وإنما سيتطلب التأثير في أعماق أحاسيس وأفكار المشاركين، وكلما أُلهم المشاركين للتغيير الشامل والعميق بدلاً من مطالبتهم بتغيير سلوكيات محدودة، كلما لُمست نتيجة التغيير في المشاركين بشكل أكبر.

ألهمني..
في عرض سلوكيات الرقي في التعامل أو بلغة أخرى (الاتيكيت) على أنها أساس في ديننا وثقافتنا ومجتمعنا، ومن هذا الأساس، قام يتحدث عن تفاصيل السلوكيات الراقية، فيكون استقبال المشاركين لهذه التفاصيل سلساً على أنها ليست سلوكيات قننتها مجتمعات أجنبية، وإنما هي سلوكيات من أصلنا ومن منهجنا، وأنها مسلكنا الأصلي الذي تنحينا عنه، وأننا نحن الأولى بها من غيرنا.

ألهمني..
بأن السلوك الراقي ليس مطلوباً لكسب ثناء الغير، ولا حتى للسلامة من ألسنتهم ومن انتقاداتهم، وإنما السلوك الراقي يأتي من الأشخاص ذو الذوات الراقية، التي ستظل تتعامل برقي سواء اختلطوا بالآخرين أو اختلوا بأنفسهم.

كل هذا الإلهام من جهة الأستاذ محمد المرزوقي سيجعلني أفكر في ما عرضه علينا في هذه الدورة لفترة طويلة، لأنه لم يحصر نفسه في عرض معلومات وخطوات، وإنما لامس وجداننا وتحدى قناعاتنا، وهنا أستطيع أن أضمن له أن هذا النوع من التدريب سيجعل المشاركين يفكرون فيما سمعوه لوقت طويل يتجاوز أيام الدورة المحدودة. هذه غاية أساسية ننشدها في مجالسة المدربين الملهمين، وهي أن يفتحوا لنا أبواباً من العلوم، لنكمل من بعد مغادرتنا من مجالستهم الإبحار في غمار ما ألهمونا به.